يرى خبراء السياسة والقانون أن "حزب أمريكا" الذي أعلن إيلون ماسك عن تأسيسه يواجه تحديات كبيرة للغاية، وأن فرص نجاحه في كسر هيمنة الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والجمهوري) ضئيلة، على الرغم من ثروة ماسك ونفوذه...
أبرز آراء الخبراء والتحديات التي يواجهها الحزب:
عوائق مؤسسية وقواعد الاقتراع:
يؤكد خبراء مثل هانز نويل، أستاذ التاريخ السياسي في جامعة جورج تاون، أن النظام الانتخابي الأمريكي القائم على مبدأ "الفائز يحصل على كل شيء" لا يرحب بالأحزاب الثالثة.
توجد حواجز كبيرة أمام إنشاء حزب ثالث قادر على الاستمرار، بما في ذلك بناء البنية التحتية للحزب، وتنظيم المتطوعين، وضمان التأهل للظهور على بطاقات الاقتراع في كل ولاية، وهي عملية معقدة ومكلفة للغاية.
القوانين في الولايات الأمريكية متحيزة لصالح الحزبين الرئيسيين، وتجعل من الصعب للغاية ظهور حزب ثالث.
التحديات التاريخية:
تاريخيًا، شهدت السياسة الأمريكية محاولات عديدة لتأسيس أحزاب "ثالثة"، لكنها لم تدم طويلاً أو تحقق تأثيرًا مؤسسيًا دائمًا.
آخر مرة فاز فيها مرشح رئاسي ليس ديمقراطيًا أو جمهوريًا بأصوات في المجمع الانتخابي كانت عام 1968. وحتى المرشحون الأقوياء مثل روس بيروت، الذي حصل على حوالي 19% من التصويت الشعبي في انتخابات 1992، لم يحصلوا على أي صوت في المجمع الانتخابي.
غموض البرنامج السياسي وانقسامات الجمهور المحتمل:
على الرغم من أن ماسك أشار إلى أن حزبه سيكون وسطيًا ويركز على التكنولوجيا وضبط الميزانية، إلا أن تفاصيل البرنامج السياسي لا تزال غامضة.
يرى بعض الخبراء أن الفئة التي يستهدفها ماسك، وهي 80% ممن يتبنون مواقف وسطية، ليست متماسكة بما يكفي لتشكيل حزب سياسي موحد.
قد يواجه ماسك صعوبة في جذب الناخبين الذين يدعمون ترامب حاليًا، خاصة وأن الحزب الجديد جاء نتيجة خلافه مع ترامب.
التركيز على قضايا محددة:
أشار ماسك إلى أن أولويات الحزب ستشمل الدفاع عن حرية التعبير، وخفض الدين العام، وتحديث الجيش الأمريكي بالذكاء الاصطناعي، ودعم التكنولوجيا، وتقليل القيود الحكومية، واعتماد سياسات وسطية.
ذكر ماسك أيضًا أن إحدى أولويات الحزب ستكون الكشف عن ملفات جيفري إبستين، مما أثار جدلاً إضافيًا.
تأثير ثروة ماسك:
على الرغم من أن ثروة ماسك الهائلة تمنحه قدرة مالية فريدة لتمويل حزب سياسي جديد، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن المال وحده لا يكفي لضمان النجاح.
الأحزاب السياسية القوية تحتاج إلى شبكات من الناخبين المهتمين والمتفانين، وهو أمر لا يمكن شراؤه بالمال.
بمجرد حصول الحزب على الاعتراف الوطني، سيخضع ماسك (وغيره من المانحين) لقيود لجنة الانتخابات الفيدرالية على المساهمات السياسية.
تأثيره على شركاته:
أثار انخراط ماسك في السياسة مخاوف المستثمرين، حيث تراجعت أسهم تسلا بعد إعلانه عن الحزب، مما يشير إلى قلق بشأن تشتت تركيزه عن إدارة شركاته.
باختصار، يرى الخبراء أن "حزب أمريكا" يواجه عقبات هيكلية وتاريخية هائلة في النظام السياسي الأمريكي، وأن نجاحه سيعتمد على قدرة ماسك على بناء بنية تحتية حزبية قوية، وتوحيد قاعدة جماهيرية واسعة، وتجاوز التحديات القانونية والمالية المعقدة، وهو ما يعتبره الكثيرون "شبه مستحيل" بالنسبة لأي حزب ثالث في الولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق