ويست ساسكس - استضافت وزارة الخارجية البريطانية، بداية هذا الأسبوع، مؤتمراً دولياً مغلقاً في قصر "ويلتون بارك" بمقاطعة ويست ساسكس، جمع عشرات من كبار المسؤولين من دول الشرق الأوسط وأوروبا، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات مالية دولية بارزة ... وجاء المؤتمر في إطار التحضير لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، التي خلّفت دماراً واسع النطاق في البنية التحتية والمرافق الحيوية .
مؤتمر بعيداً عن الأضواء وبقيادة فلسطينية
أشارت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان رسمي إلى أن المؤتمر، الذي يُعقد على مدار ثلاثة أيام، يهدف إلى "إطلاق جهود التخطيط والتنسيق الحيوية لإعادة إعمار غزة"، مشددة على أن الجهود يجب أن تكون بقيادة فلسطينية، ضمن رؤية تنموية طويلة الأمد تتماشى مع تطلعات سكان القطاع. ويأتي المؤتمر بالتزامن مع قمة شرم الشيخ التي يُنتظر أن يُوقّع خلالها اتفاق غزة السياسي.
مشاركة دولية ومؤسسات مالية بارزة
ضمّت الجلسات التمهيدية ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، مصر، الأردن، الإمارات، قطر، وعدد من دول الخليج، إلى جانب مؤسسات مالية مثل البنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وصناديق استثمارية خاصة. وتناولت النقاشات آليات إزالة الركام، وإعادة بناء البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، وفق ما ذكر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، هاميش فالكونر.
تكلفة ضخمة ومهام معقدة
قال فالكونر في تصريحه إن "إعادة إعمار غزة ستستغرق سنوات وتكلّف مليارات الجنيهات"، مؤكداً على "إدراك الحكومة البريطانية لحجم المهمة وتعقيدها". وأضاف أن هناك ضرورة عاجلة للتحرك السريع من أجل تمكين السكان من العودة إلى حياتهم الطبيعية. ويُشار إلى أن الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أدّت إلى تهجير معظم سكان غزة وتدمير آلاف المنشآت السكنية والخدماتية.
دعم بريطاني ومبادرات موازية
بالتوازي مع انعقاد المؤتمر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تقديم حزمة دعم إنساني بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني لتوفير المياه والصرف الصحي في غزة، إلى جانب تأييده لمبادرة السلام التي تقودها مصر، داعياً إلى تنفيذ سريع لبنود اتفاق شرم الشيخ. كما أشار إلى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتأمين تمويل مستدام لإعادة الإعمار.
(المصدر: GOV.UK)
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم الزخم السياسي والمالي، لا تزال جهود إعادة الإعمار تواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة، أبرزها ضمان عدم عودة العنف، ووضع ترتيبات حكم محلية تحظى بقبول دولي ومحلي، بعيداً عن سيطرة حركة حماس، حسبما أوضحت مصادر دبلوماسية أوروبية مشاركة في المؤتمر. وتُعد هذه الجهود الأولى من نوعها التي تسعى إلى الربط بين الإعمار والتنمية المستدامة، تحت إشراف دولي وبقيادة فلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق