الرباط | المغرب - فادى لبيب : تتواصل في المغرب منذ أيام موجة احتجاجات شبابية سلمية وغير مسبوقة تخللها أعمال عنف، تقودها حركة "جيل زد 212"، شملت أكثر من 11 مدينة، أبرزها الرباط، الدار البيضاء، مراكش وأكادير ... للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، ورفضًا لما يعتبره المحتجون "تبذيرًا" في مشاريع البنية التحتية الرياضية المرتبطة بكأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
التظاهرات التي بدأت بشكل منظم وسِلمي، تخللتها أعمال عنف متفرقة خاصة في مدن صغيرة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص برصاص قوات الأمن أثناء محاولة اقتحام ثكنة للدرك جنوب البلاد. في المقابل، أكدت الحركة الشبابية عدم مسؤوليتها عن أي أعمال عنف، مجددة التزامها بالاحتجاج السلمي.
في ظل التصعيد الميداني، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مزاعم عن مغادرة الملك محمد السادس وعدد من المقربين منه البلاد على متن طائرة خاصة أقلعت من مطار سلا ليلًا، بالتزامن مع اقتراب المتظاهرين من محيط القصر الملكي في الرباط، حسب ما نقلته قناة على "تيلجرام" مرتبطة بالحراك. ورغم انتشار هذه الأنباء منذ 29 سبتمبر، لم تصدر أي توضيحات رسمية من السلطات المغربية، ما يبقيها في دائرة الأخبار غير المؤكدة.
من جهته، عبّر رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن أسفه للأحداث، معلنًا استعداد الحكومة للحوار مع الشباب. كما أوضح وزير الداخلية أن القتلى الثلاثة سقطوا خلال "دفاع رجال الدرك عن النفس"، بعدما حاولت مجموعة الاستيلاء على أسلحة داخل مركز أمني. وفي الوقت ذاته، تستعد السلطات لمحاكمة أكثر من 130 شخصًا تم اعتقالهم على خلفية هذه التحركات.
وتُعزى شرارة هذه الاحتجاجات إلى حادث وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى بأكادير الشهر الماضي، ما فجّر موجة غضب شعبية ضد تردي الخدمات الصحية. ورغم إطلاق مشاريع صحية من طرف الحكومة، يعتبر المحتجون أنها غير كافية لسد العجز المزمن في القطاع.
وتتواصل دعوات الحراك إلى تنظيم احتجاجات سلمية، مؤكدين مطالبهم الأساسية في "تعليم يليق بالإنسان، وصحة دون تمييز، ومحاسبة المفسدين"، وسط ترقّب لموقف رسمي من القصر الملكي بشأن التطورات الجارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق