الجمعة، 5 ديسمبر 2025

مستجدّات المشهد الروسي – الأوكراني وتحركات موسكو الدولية


موسكو - وكالات - فادى لبيب : 
شهد الملف الروسي– الأوكراني خلال الساعات الماضية سلسلة تطورات عسكرية وسياسية لافتة، تزامنت مع نشاط دبلوماسي بارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة خلال زيارته إلى العاصمة الهندية نيودلهي. وفيما يلي أبرز ما تم تداوله في وسائل الإعلام الروسية والدولية ...


أولاً: التطورات الميدانية في أوكرانيا

رفع العلم الروسي في بوكروفسك
أفادت تقارير إعلامية روسية بأن قوات من الجيش الروسي رفعت العلم الوطني في مركز مدينة بوكروفسك الواقعة في إقليم دونيتسك، مشيرة إلى أن الموقع نفسه سبق أن زاره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفع معنويات قواته قبل أن تفقد كييف السيطرة عليه.


ضربة بطائرة مسيّرة في تشيرنيهيف
كما بثت وسائل إعلام روسية مقطعاً يوضح استهداف طائرة مسيّرة روسية مجموعة أوكرانية متحركة في منطقة تشيرنيهيف شمال البلاد، في استمرار للتصعيد العسكري على خطوط القتال.




ثانياً: تصريحات بوتين حول التوتر مع أوروبا والناتو

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة تصريحات قوية حيال احتمالات التصعيد مع الغرب، أبرزها:

  • تأكيده أن روسيا ستوسّع ضرباتها ضد الموانئ الأوكرانية والسفن المتجهة إليها، في ردٍ على ما قال إنّه هجمات أوكرانية على سفن روسية.
  • تلويحه بأن موسكو “قد تقطع أوكرانيا تماماً عن البحر” إذا استمرت تلك الهجمات.
  • تحذيره أوروبا من “خطوة كارثية” إذا دخلت في مواجهة مباشرة مع روسيا، قائلاً:
    «إذا بدأت أوروبا حربًا مع روسيا، فقد لا تجد موسكو بعد فترة قصيرة من تتفاوض معه».
  • وفي رسالة ردع واضحة، كرر بوتين قوله إن أي مواجهة أوروبية ـ روسية “لن تترك أحداً للتفاوض لاحقاً”.



ثالثاً: مواقف سياسية دولية

ترامب: واشنطن لم تعد ممولاً للحرب
نُقل عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قوله إن الولايات المتحدة لم تعد مشاركة مالياً في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وهو تصريح أثار موجة جديدة من الجدل حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف.


قديروف: في انتظار الأوامر
وفي الشأن الداخلي الروسي، وجّه الزعيم الشيشاني رمضان قديروف رسالة إلى بوتين قال فيها إنه “جاهز لتنفيذ الأوامر، وأن كل شيء سينتهي بسرعة كبيرة”، وذلك تعليقاً على تصريحات أوروبية بشأن الاستعداد لسيناريوهات مواجهة محتملة مع موسكو.




رابعاً: العلاقات الروسية – الهندية

حظي الرئيس بوتين باستقبال احتفالي في الهند شمل عروضاً موسيقية ورقصات تقليدية، بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في إطار زيارة تُعد من أبرز المحطات الدبلوماسية الروسية هذا العام.


مودي عبر منشور باللغة الروسية قال:
«يسعدني أن أرحب بصديقي الرئيس بوتين في دلهي… إن الصداقة بين الهند وروسيا صامدة على مر الزمن وجلبت فوائد جمة لشعبينا».


صفقة الغواصة النووية

بحسب وكالة “بلومبرغ”، أنهت الهند مفاوضات امتدّت عقداً كاملاً بشأن استئجار غواصة نووية هجومية روسية مقابل نحو ملياري دولار، على أن:

  • تكون الغواصة جاهزة خلال عامين (مع احتمال تأخيرات).
  • تُستخدم للتدريب فقط لمدة عشر سنوات.
  • تكون أكبر حجماً من غواصات الهجوم النووي الموجودة حالياً في الخدمة الهندية.


وصرّح بوتين بأن الولايات المتحدة نفسها “تشتري الوقود النووي الروسي لمحطاتها”، مشيراً إلى أنه لا يحق لواشنطن انتقاد تعاون موسكو مع نيودلهي:
«إذا كانت أمريكا تستطيع ممارسة هذا الحق، فلماذا لا تستطيع الهند؟»




خامساً: تحركات عسكرية في بحر البلطيق

قال المحلل الروسي ألكسندر نازاروف إن طائرة استطلاع بريطانية حلّقت فوق جيب كالينينغراد الروسي، محذراً من احتمال وقوع “استفزازات بريطانية” في منطقة بحر البلطيق التي تشهد توتراً متزايداً بين روسيا ودول الناتو.




سادساً: بوتين يوضح موقفه من الحرب

وفي مقابلة مع مجلة إنديا توداي، قال الرئيس الروسي إن العملية العسكرية في أوكرانيا “ليست بداية حرب، بل محاولة لإنهاء حرب بدأها الغرب باستخدام القوميين الأوكرانيين”، على حد تعبيره.



هذا ويعكس المشهد العام تصعيداً واضحاً في الخطاب الروسي تجاه أوروبا والناتو، بالتوازي مع توسع العمليات الميدانية في أوكرانيا. وفي المقابل، تواصل موسكو تثبيت حضورها السياسي والعسكري عبر شراكات استراتيجية، أبرزها مع الهند، التي تمضي نحو توثيق تعاونها الدفاعي مع روسيا عبر صفقة بحرية ضخمة تُعد من الأكثر حساسية في تاريخ العلاقات بين البلدين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق