تقر ير صحفى - كولومبو : تشهد سريلانكا منذ أيام كارثة طبيعية غير مسبوقة: فيضانات وانهيارات أرضية نتيجة إعصار + أمطار غزيرة، طالت البشر والحياة البرية على حد سواء. وإلى جانب معاناة آلاف الأسر، انتشر على الإنترنت، بين الفيديوهات والصور، مشهد مؤثر يظهر فيه فيل يكافح بشدة وسط المياه والفيضانات - ما أثار التعاطف ونبه إلى حجم الضرر الذي لحق أيضاً بالحيوانات البرية ...
📈 حجم الأزمةبالأرقام
- وفق مركز إدارة الكوارث السريلانكية، تجاوز عدد القتلى 390 شخصًا مع تسجيل آلاف النازحين والمنازل المتضرّرة.
- تقديرات إعلامية محلية أشارت إلى أن ما يقرب من 1.5 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر بسبب الفيضانات — من تضرر المساكن إلى فقدان سبل العيش.
- مناطق واسعة غمرتها المياه، الطرق تعطلت، خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات تأثرت، والمدارس والمتنقلات توقفت عن العمل في كثير من المناطق.
🐘 الحياة البرية بين المأساة والدعاية الكاذبة
مع تصاعد الأزمة البشرية، تداول مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور تُظهر فيلاً “يناضل” وسط الفيضانات — ما لفت أنظار كثيرين إلى أن الأزمة لا تقتصر على البشر.
لكن بعض هذه اللقطات التي عرضت حيوانات برّية تنجو سوياً أو “تُنقذ بعضها” في الفيضانات تبين أنها مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو مُركّبة وليست من محطات موثوقة.
مع ذلك، ليس هناك جدل على أن الفيلة والحيوانات البرية فعلاً تأثرت — العديد من الحيوانات البرية في مناطق مهدّدة شهدت اضطرابات، بحسب مشاهد على الأرض وفيديوهات يرجع بعضها إلى صحف محلية منها فيديو نشرته صحيفة محلية يُظهر فيلاً يسبح وسط مياه الفيضانات.
🚁 جهود الإنقاذ والإغاثة — بشر قبل كل شيء
- نشرت الحكومة السريلانكية والجيش والقوات الجوية فرق إنقاذ واسعة، استخدمت “قوارب ومروحيات” لإخلاء سكان محاصرين على الأسطح وفي القرى المعزولة.
- مراكز إيواء مؤقتة استقبلت مئات الآلاف من النازحين، لكن الأعداد الضخمة تشكّل ضغطاً على الموارد والخدمات الأساسية.
- جهود إغاثة تصل متأخرة في بعض المناطق بسبب صعوبة الوصول، خاصة في المناطق الجبلية أو التي غرقتها السيول تماماً.
⚠️ الشائعات الرقمية: ضرورة التحقق قبل النشر
في خضم الأزمة، انتشرت على شبكات التواصل فيديوهات ومقاطع تُظهر “حيوانات تنقذ بعضها” في الفيضانات — لكن عدة مؤسسات تحقيق حقائق أكدت أن الكثير منها هو “محتوى مفبرك” (صور أو فيديوهات مولّدة أو مركّبة)، يُستخدم لتحقيق انتشار إعلامي كبير بدلاً من نقل واقعي للحالة.
هذا الأمر يرفع مسؤولية وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء — التأكد من صحة المصادر قبل تداول الصور والفيديوهات، خصوصاً في أوقات الأزمات التي يكثر فيها التضليل.
مأساة تتعدى البشر
إن الفيضانات الحالية في سريلانكا لا تقتصر على أرقام بشرية وممتلكات مدمرة، بل تتعدى ذلك لتصل إلى تدمير البيئة والحياة البرية التي تعيش في مواطن طبيعية وهشة. الفيل الذي يكافح وسط المياه ليس مجرد “قصة إنسانية مؤثرة” — إنه مؤشر على أن الطبيعة بأسرها تدفع الثمن، وأن خطة إنقاذ لا يجب أن تقتصر على البشر فقط، بل تشمل حماية الحيوانات والبيئة.
كما أن انتشار شائعات أو محتوى مفبرك في هذه اللحظات يزيد من تشتيت الانتباه عن حقيقة الكارثة، ويقلل من جدّية الجهود الإغاثية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق